وقوله : يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ فيوم يقوم تفسير عن اليوم الأوّل المخفوض ، ولكنه لما لم يعد عليه اللام ، ردّ إلى مبعوثون ، فكأنه قال : ألا يظنّ أولئك أنهم مبعوثون يوم يقوم الناس ؟ وقد يجوز نصبه وهو بمعنى الخفض ، لأنها إضافة غير محضة ، ولو خفض ردّا على اليوم الأوّل لم يكن لحنا ، ولو رفع جاز ، كما قال الشاعر :
وكُنْتُ كَذي رِجْلَينِ : رِجلٍ صَحِيحةٍ *** وَرِجْلٍ رَمى فِيها الزّمانُ فَشُلّتِ
وذُكر أن الناس يقومون لربّ العالمين يوم القيامة ، حتى يُلْجِمَهم العرق ، فبعض يقول : مقدار ثلاث مئة عام ، وبعض يقول : مقدار أربعين عاما . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ بن سعيد الكنديّ ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، في قوله : يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ قال : «يقوم أحدكم في رَشْحِه إلى أنصاف أذنيه » .
حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ قال : يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه .
حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا ابن عون ، عن نافع ، قال : قال ابن عمر : يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ حتى يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه .
حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا جرير ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «إنّ النّاسَ يُوقَفُونَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لِعَظَمَةِ اللّهِ ، حتى إنّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُهُمْ إلى أنْصَافِ آذَانِهِمْ » .
حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : «يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لِعَظَمَةِ الرّحْمَنِ » ، ثم ذكر مثله .
حدثني محمد بن خَلَف العَسقلاني ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاَية يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ قال : «يَقُومُونَ حتى يَبْلُغَ الرّشْحُ إلى أنْصَافِ آذانِهِمْ » .
حدثنا أحمد بن محمد بن حبيب ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح ، قال : حدثنا نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ » : «يَومَ الْقِيامَةِ ، حتى يَغِيبَ أحَدهُمُ إلى أنْصَافِ أُذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ » .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن عنبسة بن سعيد ، عن محارب بن دِثار ، عن ابن عمر ، في قوله : يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعَالَمِينَ قال : يقومون مئة سنة .
حدثنا تميم بن المنتصر ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : «يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ يَوْمَ الْقِيامَةِ ، حّتى إنّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُ الرّجُلَ إلى أنْصَافِ أُذُنَيْهِ » .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، بنحوه .
حدثنا ابن المثنى وابن وكيع ، قالا : حدثنا يحيى ، عن عبد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ حتّى يَقُومَ أحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إلى أنْصَافِ أُذُنَيْهِ » .
حدثني محمد بن إبراهيم السّلِيْميّ المعروف بابن صدران ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق ، قال : حدثنا عبد السلام بن عجلان ، قال : حدثنا يزيد المدني ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير الغِفَاريّ : «كَيْفَ أنْتَ صَانِعٌ فِي يَوْمٍ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ مِقْدَارَ ثَلاثِ مِئَةِ سَنَةٍ مِنْ أيّامِ الدّنيْا ، لا يأتِيهِمْ خَبرٌ مِنَ السّماءِ ، وَلا يُؤْمَرُ فِيهِمْ بأمْرٍ ؟ » قال بشير : المستعان الله يا رسول الله ، قال : «إذَا أنْتَ أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَتَعَوّذْ باللّهِ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَسُوءِ الْحِسابِ » .
حدثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ ، قال : حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن مسعود في قوله : يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ قال : يمكثون أربعين عاما رافعي رؤوسهم إلى السماء ، لا يكلمهم أحد ، قد ألجم العرق كلّ برّ وفاجر ، قال : فينادي منادٍ : أليس عدلاً من ربكم أن خلقكم ثم صوّركم ، ثم رزقكم ، ثم توليتم غيره ، أن يولّي كلّ عبد منكم ما تولى في الدنيا ؟ قالوا : بلى . ثم ذكر الحديث بطوله .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو بكر ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن قيس بن سكْن ، قال : حدث عبد الله ، وهو عند عمر يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ قال : إذا كان يوم القيامة يقوم الناس بين يدي ربّ العالمين أربعين عاما ، شاخصة أبصارهم إلى السماء ، حفاة عراة يلجمهم العرق ، ولا يكلّمهم بشر أربعين عاما ، ثم ذكر نحوه .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ العالَمِينَ قال : ذُكر لنا أن كعبا كان يقول : يقومون ثلاث مئة سنة .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران وسعيد ، عن قتادة يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ قال : كان كعب يقول : يقومون مقدار ثلاث مئة سنة .
قال : قتادة : وحدثنا العلاء بن زياد العدويّ ، قال : بلغني أن يوم القيامة يَقْصُر على المؤمن ، حتى يكون كإحدى صلاته المكتوبة .
قال : ثنا مهران ، قال : حدثنا العمريّ ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : «يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ قال : «يَقُومُ الرّجُلُ فِي رَشْحِهِ إلى أنْصافِ أُذُنَيهِ » .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، عن ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ حتى يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه .
قال يعقوب ، قال إسماعيل : قلت لابن عون : ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ؟ قال : نَعَمْ إنْ شاءَ اللّهُ .
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، قال : ثني عمي ، قال : أخبرني مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ ، حتى إنّ أحَدَهُمْ لَيَغِيبُ فِي رَشْحِهِ إلى نِصْفِ أُذُنَيْهِ » .
وقيام الناس فيه { لرب العالمين } يختلف الناس فيه بحسب منازلهم ، فروى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
«يقام فيه خمسين ألف سنة{[11677]} » . وهذا بتقدير شدته ، وقيل : ثلاثمائة سنة ، قاله النبي صلى الله عليه وسلم ، {[11678]} وقال ابن عمر : مائة سنة وقيل ثمانون سنة ، وقال ابن مسعود أربعون سنة رافعي رؤوسهم إلى السماء لا يؤمرون ولا يكلمون ، وقيل غير هذا ، ومن هذا كله آثار مروية ومعناها : إن لكل قوم مدة ما تقتضي حالهم وشدة أمرهم ذلك ، وروي أن القيام فيه على المؤمن على قدر ما بين الظهر إلى العصر ، وروي عن بعض الناس : على قدر صلاة ، وفي هذا القيام هو إلجام العرق للناس ، وهو أيضاً مختلف ، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عقبة بن عامر : «أنه يلجم الكافر إلجاماً {[11679]} » ويروى أن بعض الناس يكون فيه إلى أنصاف ساقيه وبعضهم إلى فوق ، وبعضهم إلى أسفل{[11680]} .
و { يوم يقوم الناس لرب العالمين } بدل من « يوم عظيم » بدلاً مطابقاً وفتحته فتحة بناء مثل ما تقدم في قوله تعالى : { يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً } في سورة الانفطار ( 19 ) على قراءة الجمهور ذلك بالفتح .
ومعنى { يقوم الناس } أنهم يكونون قياماً ، فالتعبير بالمضارع لاستحضار الحالة .
واللام في { لرب العالمين } للأجل ، أي لأجل ربوبيته وتلقي حكمه .
والتعبير عن الله تعالى بوصف « رب العالمين » لاستحضار عظمته بأنه مالك أصناف المخلوقات .
واللام في { العالمين } للاستغراق كما تقدم في سورة الفاتحة .
قال في « الكشاف » « وفي هذا الإِنكار ، والتعجيب ، وكلمة الظن ، ووصف اليوم بالعظيم ، وقيام الناس فيه لله خاضعين ، ووصف ذاته ب« رب العالمين » بيان بليغ لعظيم الذنب وتفاقم الإِثم في التطفيف وفيما كان مثل حالهِ من الحيف وترك القيام بالقسط والعمل على السوية » اه .
ولما كان الحامل لهم على التطفيف احتقارهم أهل الجَلب من أهل البوادي فلا يقيمون لهم ما هو شعار العدل والمساواة ، كان التطفيف لذلك منبئاً عن إثم احتقار الحقوق ، وذلك قد صار خلقاً لهم حتى تخلقوا بمكابرة دعاة الحق ، وقد أشار إلى هذا التنويه به قوله تعالى : { والسماء رفعها ووضع الميزان أن لا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان } [ الرحمن : 7 9 ] وقولُه حكاية عن شعيب : { وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين } [ الشعراء : 182 ، 183 ] .
ابن جرير: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني عمي، قال: "أخبرني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} حتى إن أحدهم ليغيب في رشحه إلى نصف أذنيه".
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ"...
وذُكر أن الناس يقومون لربّ العالمين يوم القيامة، حتى يُلْجِمَهم العرق...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي لحكمه أو لحسابه أو لوعده ووعيده، أو يقومون له مستسلمين خاضعين بجملتهم، وإن كان البعض منهم وجد منه الامتناع عن الاستسلام في الدنيا؛ فإن الظلمة ينازعونه، ويدعون لأنفسهم أشياء، فينكرونه. فأما يوم القيامة فإنهم جميعا يقرون له، وينقادون لحكمه وقضائه، لذلك خصه بقيام الناس له...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ثم زاد في صفة يوم القيامة الذي وصفه بأنه يوم عظيم وبينه فقال (يوم يقوم الناس لرب العالمين) أي يوم يبعثون يوم تقوم الناس من قبورهم ويجتمعون في أرض المحشر، وإنما يقومون من قبورهم إلى أرض المحشر لجزاء رب العالمين، وحذف ذلك الدلالة عليه...
المسألة الأولى: قرئ {يوم} بالنصب والجر، أما النصب فقال الزجاج: يوم منصوب بقوله {مبعوثون} والمعنى ألا يظنون أنهم يبعثون يوم القيامة، وقال الفراء: وقد يكون في موضع خفض إلا أنه أضيف إلى يفعل فنصب، وهذا كما ذكرنا في قوله: {يوم لا تملك} وأما الجر فلكونه بدلا من {يوم عظيم}.
المسألة الثانية: هذا القيام له صفات: الصفة الأولى: سببه وفيه وجوه؛
(أحدها): وهو الأصح أن الناس يقومون لمحاسبة رب العالمين، فيظهر هناك هذا التطفيف الذي يظن أنه حقير، فيعرف هناك كثرته واجتماعه...
و (ثانيها): أنه سبحانه يرد الأرواح إلى أجسادها فتقوم تلك الأجساد من مراقدها، فذاك هو المراد من قوله: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}.
(وثالثها): قال أبو مسلم معنى: {يقوم الناس}... أي لمحض أمره وطاعته لا لشيء آخر...
ثم قال ثالثا: {ليوم عظيم} والشيء الذي يستعظمه الله لا شك أنه في غاية العظمة،
ثم قال رابعا: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} وفيه نوعان من التهديد؛
(أحدهما): كونهم قائمين مع غاية الخشوع ونهاية الذلة والانكسار.
(والثاني): أنه وصف نفسه بكونه ربا للعالمين. ثم ههنا سؤال، وهو كأنه قال قائل: كيف يليق بك مع غاية عظمتك أي تهيئ هذا المحفل العظيم الذي هو محفل القيلة لأجل الشيء الحقير الطفيف؟ فكأنه سبحانه يجيب، فيقول عظمة الإلهية لا تتم إلا بالعظمة في القدرة والعظمة في الحكمة، فعظمة القدرة ظهرت بكوني ربا للعالمين، لكن عظمة الحكمة لا تظهر إلا بأن أنتصف للمظلوم من الظالم بسبب ذلك القدر الحقير الطفيف، فإن الشيء كلما كان أحقر وأصغر كان العلم الواصل إليه أعظم وأتم، فلأجل إظهار العظمة في الحكمة أحضرت خلق الأولين والآخرين في محفل القيامة، وحاسبت المطفف لأجل ذلك القدر الطفيف...
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :
والتعبير عنه برب العالمين مبالغات في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{يوم يقوم} أي على الأرجل {الناس} أي كل من فيه قابلية الحركة، وذلك يوم القيامة خمسين ألف سنة لا ينظر إليهم سبحانه -رواه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو رفعه ورجاله ثقات {لرب العالمين} أي لأجل حكم موجد الخلائق ومربيهم كلهم فلا ينسى أحداً من رزقه ولا يهمله من حكمه ولا يرضى بظلم أحد ممن يربيه فهو يفيض لكل من كل بحكم التربية، كل ذلك من استفهام الإنكار وكله الظن، ووصف اليوم بما وصف وغير ذلك للإبلاغ في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه،...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
{يقوم الناس} أنهم يكونون قياماً، فالتعبير بالمضارع لاستحضار الحالة. واللام في {لرب العالمين} للأجل، أي لأجل ربوبيته وتلقي حكمه. والتعبير عن الله تعالى بوصف « رب العالمين» لاستحضار عظمته بأنه مالك أصناف المخلوقات. واللام في {العالمين} للاستغراق كما تقدم في سورة الفاتحة...
ولما كان الحامل لهم على التطفيف احتقارهم أهل الجَلب من أهل البوادي فلا يقيمون لهم ما هو شعار العدل والمساواة، كان التطفيف لذلك منبئاً عن إثم احتقار الحقوق، وذلك قد صار خلقاً لهم حتى تخلقوا بمكابرة دعاة الحق...