نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

ولما عظم ذلك اليوم تحذيراً منه ، وزاده تعظيماً بأن أتبعه على سبيل القطع قوله ناصباً بتقدير " أعني " إعلاماً بأن الجحد فيه بأعين جميع الخلائق فهو فضيحة لا يشبهها فضيحة : { يوم يقوم } أي على الأرجل { الناس } أي كل من فيه قابلية الحركة ، وذلك يوم القيامة{[72150]} خمسين ألف سنة لا ينظر إليهم سبحانه - رواه الطبراني{[72151]} في الكبير عن عبد الله بن عمرو رفعه ورجاله ثقات { لرب العالمين * } أي لأجل حكم موجد الخلائق ومربيهم كلهم فلا ينسى أحداً من رزقه ولا يهمله من حكمه{[72152]} ولا يرضى بظلم أحد ممن يربيه فهو يفيض لكل من كل بحكم التربية ، كل ذلك من استفهام الإنكار وكله الظن ، ووصف اليوم بما وصف وغير ذلك للإبلاغ في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه ، وروى الحاكم من رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه رفعه : " ما نقض قوم العهد إلا سلط{[72153]} عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله تعالى إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر " ومن طريق عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً نحوه ، وللطبراني من طريق الضحاك عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً نحوه .


[72150]:زيد في الأصل: الذي مقداره، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72151]:راجع مجمع الزوائد 7/135.
[72152]:من ظ و م، وفي الأصل: حكمته.
[72153]:زيد في الأصل: الله، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.