وقيامُ الناس لربِ العالمينَ يومئذٍ ، يختلف الناسُ فيه بحَسْبِ منازِلهم ، ورُوِيَ أنه يُخَفَّفُ عن المؤمنِ حتى يكونَ على قَدْرِ الصلاةِ المكتوبةِ ، وفي هذا القيام هو إلجامُ العَرَقِ للناسِ ؛ كما صرَّح به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الصحيحِ ، والناسُ أيضاً فيه مختلفون بالتخفيفِ والتشديدِ ، قال ابن المباركِ في «رقائِقه » : أخبرنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عن أبي عثمانَ النهدي عن سلمان ، قال : تدنى الشمسُ من الناسِ يومَ القيامةِ حتى تكونَ من رُؤوسهم قَابَ قوسٍ أو قابَ قوسَينِ فتُعْطي حرَّ عَشْرَ سنين ؛ وليسَ على أحد يومئِذ طِحْرِبة ولا تُرَى فيه عورةُ مؤمِنٍ ولا مؤمنةٍ ، ولا يَضّرُّ حرُّها يومئِذٍ مؤمناً ولا مؤمنَة ، وأما الآخرون ؛ أو قال الكفارُ فَتَطْبُخُهُمْ ، فإنما تقولُ أجوافُهم غَقْ غَقْ ، قال نعيم : الطحربةُ : الخِرْقة انتهى . ونحوُ هذا للمحاسبي قال في «كتاب التوهُّم » : فإذَا وَافَى الموقفُ أهْلَ السماوات السبعِ والأرضينَ السبعِ ؛ كُسِبَتِ الشمسُ حرَّ عَشْرَ سنينَ ، ثم أدْنيتْ من الخلائقِ قَابَ قوسٍ أو قابَ قوسينِ ، فَلاَ ظِلَّ في ذلك اليوم إلا ظلُّ عرشِ ربِّ العالمينَ ، فكم بينَ مستظلِّ بظل العرشِ وبين واقفٍ لحرِّ الشمسِ قد أصْهَرَتْه ؛ واشتدَّ فيهَا كَرْبُه وقلقُه ، فتوهَّمْ نفسَك في ذلكَ الموقفِ ؛ فإنك لا محالةَ واحدٌ منهم ، انتهى . اللَّهُمَّ ، عَامِلْنَا بِرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ في الدَّارَيْنِ ، فَإنَّهُ لاَ حَوْلَ لَنَا وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.