فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

ثم زجر عن ذلك اليوم فقال { يوم يقوم الناس لرب العالمين } أي يوم يقومون من قبورهم لأمر رب العالمين أو لجزائه أو لحسابه أو لحكمه وقضائه ، وفي وصف اليوم بالعظم مع قيام الناس لله خاضعين فيه ، ووصفه سبحانه بكونه رب العالمين دلالة على عظم ذنب التطفيف مزيد إثمه وفظاعة عقابه ، وفيما كان مثل حاله من الحيف وترك القيام بالقسط والعمل على السوية والعدل في كل أخذ وعطاء بل في كل قول وعمل وحال .

وقيل المراد بقوله يوم يقوم الناس قيامهم في رشحهم إلى أنصاف آذانهم .

وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحهم إلى أنصاف آذانهم .

وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه " {[1697]}

وقيل المراد قيامهم بما عليهم من حقوق العباد ، وقيل المراد قيام الرسل بين يدي الله للقضاء ، والأول أولى .

وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية " فكيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم " أخرجه الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث .

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى الغروب إلى أن تغرب ، أخرجه أبو يعلى وابن حبان وابن مردويه .

وعن ابن مسعود قال " إذا حشر الناس قاموا أربعين عاما " أخرجه ابن أبي حاتم وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعا .

وعن ابن عمر أنه قال : " يا رسول الله كم مقام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة ؟ قال ألف سنة لا يؤذن لهم " أخرجه الطبراني وعن ابن عمر أنه قرأ هذه السورة فلما بلغ هنا بكى نحيبا وامتنع عن قراءة ما بعدها .


[1697]:رواه مالك والبخاري 5/ 535 ومسلم 4/ 219.