المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

تحدثت هذه السورة عن المكذب بالجزاء في الآخرة ، فذكرت من أوصافه : أنه يهين اليتيم ويزجره غلظة لا تأديبا ، وأنه لا يحث بقول أو فعل على إطعام المساكين ؛ لأنه شحيح بماله ، بخيل بما في يده ، ثم ذكرت فريقا شبيها بهذا المكذب بالجزاء ، وهم غافلون عن صلاتهم الذين لا يؤدونها كما طلبت ، والذين يقومون بها صورة لا معنى ، المراءون بأعمالهم ، المانعون معونتهم من المحتاجين إليها ، وتوعدت هؤلاء بالويل والهلاك ليرجعوا عن غيهم .

1- أَعَرَفْت الذي يكذب بالجزاء والحساب في الآخرة ؟

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { أَرَأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعّ الْيَتِيمَ * وَلاَ يَحُضّ عَلَىَ طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ * الّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ * الّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } .

يعني تعالى ذكره بقوله : { أرأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ } أرأيت يا محمد الذي يكذّب بثواب الله وعقابه ، فلا يطيعه في أمره ونهيه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { أرأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ } قال : الذي يكذّب بحكم الله عزّ وجلّ .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن جُرَيج { يُكَذّبُ بِالدّينِ } قال : بالحساب .

وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله : «أرأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ الدّينَ » فالباء في قراءته صلة ، دخولها في الكلام وخروجها واحد .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الماعون مختلف فيها ، وآيها سبع آيات .

بسم الله الرحمن الرحيم { أرأيت } استفهام معناه التعجب ، وقرئ ( أريت ) بلا همزة إلحاقا بالمضارع ، ولعل تصديرها بحرف الاستفهام سهل أمرها ، و( أرأيتك ) بزيادة الكاف الذي يكذب بالدين بالجزاء أو الإسلام ، و( الذي ) يحتمل الجنس والعهد ، ويؤيد الثاني قوله{ فذلك الذي يدع اليتيم } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية بلا خلاف علمته ، وقال الثعلبي : هي مدنية{[1]} .

هذا توقيف وتنبيه لتتذكر نفس السامع كل من يعرفه بهذه الصفة ، وهمز أبو عمرو : «أرأيت » بخلاف عنه ، ولم يهمزها نافع وغيره ، و { الدين } الجزاء ثواباً وعقاباً ، والحساب هنا قريب من الجزاء .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟