تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (15)

{ وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات } يعني القرآن ، { قال الذين لا يرجون لقاءنا } يعني لا يحسبون لقاءنا ، يعنى البعث ، { ائت بقرءان غير هذا } ليس فيه قتال ، { أو بدله } فأنزل الله عز وجل : { قل } يا محمد : { ما يكون لي أن أبدله من تلقآئي نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } [ آية :15 ] .

وذلك أن الوليد بن المغيرة وأصحابه أربعين رجلا أحدقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة حتى أصبح ، فقالوا : يا محمد ، اعبد اللات والعزى ، ولا ترغب عن دين آبائك ، فإن كنت فقيرا جمعنا لك من أموالنا ، وإن كنت خشيت أن تلومك العرب ، فقل : إن الله أمرني بذلك ، فأنزل الله عز وجل : { قل } يا محمد : { أفغير الله تأمروني اعبد . . . } إلى قوله : { . . . بل الله فاعبد } يعنى فوحد ، { وكن من الشاكرين } [ الزمر :64-66 ] على الرسالة والنبوة .

وأنزل الله عز وجل : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } يعنى محمد ، فزعم أني أمرته بعبادة اللات والعزى ، { لأخذنا منه باليمين } يعنى بالحق ، { ثم لقطعنا منه الوتين } [ الحاقة :44-46 ] وهو الحبل المعلق به القلب ، وأنزل الله تعالى : { قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } [ الأنعام :15 ] .