تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَيَقُولُونَ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۖ فَقُلۡ إِنَّمَا ٱلۡغَيۡبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ} (20)

{ ويقولون لولا } يعنى هلا { أنزل عليه ءاية من ربه } مما سألوا ، يعنى في بني إسرائيل ، { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا } [ الإسراء :90 ] يعنى لن نصدقك حتى تخرج لنا نهرا ، فقد أعيينا من ميح الدلاء من زمزم ، ومن رءوس الجبال ، وإن أبيت هذا فلتكن لك خاصة ، { جنة من نخيل . . . } [ الإسراء :91 ] إلى قوله : { . . . كسفا } [ الإسراء :92 ] حين قال : { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء } [ سبأ :9 ] يعني قطعا ، { أو تأتي بالله } عيانا فننظر إليه ، { والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف } ، يعنى من ذهب ، { أو ترقى في السماء } ، يعنى أو تضع سلما فتصعد إلى السماء ، { ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه } [ الإسراء :92 ،93 ] يقول : ولسنا نصدقك ، حتى تأتي بأربعة أملاك يشهدون أن هذا الكتاب من رب العزة ، وهذا قول عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة .

فأنزل الله في قوله : { أو تأتي بالله } عيانا فننظر إليه : { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } [ البقرة :108 ] إذ قالوا : { أرنا الله جهرة } [ النساء :153 ] ، وأنزل الله فيها : { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } [ المدثر :52 ] لقوله : { كتابا نقرؤه } وأنزل الله : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون } [ الإسراء :59 ] لأني إذا أرسلت إلى قوم آية ثم كذبوا ، لم أناظرهم بالعذاب ، وإن شئت يا محمد أعطيت قومك ما سألوا ، ثم لم أناظرهم بالعذاب ، قال : "يا رب لا" رقة لقومه لعلهم يتقون .

ثم قال : { فقل إنما الغيب لله } وهو قوله : { إنما يأتيكم به الله إن شاء } [ هود :33 ] { فانتظروا } بي الموت ، { إني معكم من المنتظرين } [ آية :20 ] بكم العذاب القتل ببدر .