بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (15)

قوله تعالى : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا بَيّنَاتٍ } ، يعني : القرآن ، { قَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } ؛ يعني : كفار قريش لما سمعوا القرآن قالوا : { ائت بِقُرْءانٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدّلْهُ } ، يعني : امحه وانسخه ، فإنا نجد فيه تحريم عبادة الأوثان وما نحن عليه . وهذا قول الضحاك ؛ وقال الكلبي : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ } يعني : المستهزئين ، وكانوا خمسة رهط { قَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } يعني : لا يخافون البعث بعد الموت { ائت بِقُرْءانٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدّلْهُ } ائت يا محمد أو اجعل مكان آية الرحمة آية العذاب ومكان آية العذاب آية الرحمة ؛ وقال الزجاج : معناه بقرآن ليس فيه ذكر البعث والنشور وليس فيه عيب آلهتنا ، أو بدل منه ذكر البعث والنشور .

{ قُلْ مَا يَكُونُ لِى } ، يعني : قل : ما يجوز لي { أَنْ أُبَدّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِى } ؛ يقول من قبل نفسي . { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ } ، يعني : لا أعمل إلا ما أومر به وأنزل عليّ من القرآن . { إِنّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى } ، يعني : أعلم أني لو فعلت ما لم أؤمر به أصابني { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } ، يعني : يوم القيامة . قال مقاتل والكلبي : نسختها { لِّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صراطا مُّسْتَقِيماً } [ الفتح : 2 ] يعني : ما قرأته ولا عرضته عليكم .