تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (57)

قوله سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا } ، يعني المنافقين الذين أقروا باللسان وليس الإيمان في قلوبهم ، { لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم } الإسلام { هزوا ولعبا } ، يعني استهزاء وباطلا ، وذلك أن المنافقين كانوا يوالون اليهود فيتخذونهم أولياء ، قال : { من الذين أوتوا الكتاب } ، يعني اليهود ، { من قبلكم } ، لأنهم أعطوا التوراة قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، يقول : لا تتخذوهم أولياء ، { و } لا تتخذوا { والكفار أولياء } ، يعني كفار اليهود ومشركي العرب ، ثم حذرهم ، فقال : { واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } ، يعني إن كنتم مصدقين ، فلا تتخذوهم أولياء ، يعني كفار العرب ، حين قال عبد الله بن أبي ، وعبد الله بن نتيل ، وأبو لبابة ، وغيرهم من اليهود : لئن أخرجتم لنخرجن معكم ، حين كتبوا إليهم .