تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ} (52)

ثم ذكر أنه إنما يتولاهم المنافقون ، لأنهم وافقوهم على ما يقولون ، قال سبحانه : { فترى الذين في قلوبهم مرض } ، وهو الشك ، فهم المنافقون ، { يسارعون فيهم } ، يعني في ولاية اليهود بالمدينة ، { يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } ، يعني دولة اليهود على المسلمين ، وذلك أن نفرا من المنافقين ، أربعة وثمانين رجلا ، منهم : عبد الله بن أبي ، وأبو نافع ، وأبو لبابة ، قالوا : نتخذ عند اليهود عهدا ، ونواليهم فيما بيننا وبينهم ، فإنا لا ندري ما يكون في غد ، ونخشى ألا ينصر محمد صلى الله عليه وسلم ، فينقطع الذي بيننا وبينهم ، ولا نصيب منهم قرضا ولا ميرة ، فأنزل الله عز وجل : { فعسى الله أن يأتي بالفتح } ، يعني بنصر محمد صلى الله عليه وسلم الذي يئسوا منه ، { أو } يأتي { أمر من عنده } ، قتل قريظة ، وجلاء النضير إلى أذرعات ، فلما رأى المنافقون ما لقي أهل قريظة والنضير ، ندموا على قولهم ، قال : { فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين } .