فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (57)

يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين( 57 )

نهى الله جل علاه أن نوالي المستهزئين( {[1794]} ) بالدين والذين يسيرون به إلى غير وجهه( {[1795]} ) ، وهذا يعم كل من فعل ذلك من اليهود والنصارى ، ومن المشركين ، ومن المنافقين وأهل البدع المدعين أنهم على الإسلام ؛ { واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } واخشوا ربكم المعبود بحق أن تحبوا أو تناصروا أحدا من هؤلاء ، فإن ذلك هو مقتضى الإيمان ، كما جاء في القرآن : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه . . ) ( {[1796]} ) .


[1794]:إذ أن المصدر{هزوا} قد يراد به المفعول أي المستهزأ به، أي المسخور منه، المتخذ مضحكة.
[1795]:واللعب من معانيه: أخذ الشيء على غير وجهه، والاتجاه به إلى العبث وما تتحق به غاية كريمة.
[1796]:من سورة المجادلة. من الآية22.