تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

وقوله سبحانه : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة والزكاة وهم راكعون } ، وذلك أن عبد الله بن سلام وأصحابه قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم عند صلاة الأولى : إن اليهود أظهروا لنا العداوة من أجل الإسلام ، ولا يكلموننا ، ولا يخالطوننا في شيء ، ومنازلنا فيهم ، ولا نجد متحدثا دون هذا المسجد ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين أولياء ، وجعل الناس يصلون تطوعا بعد المكتوبة ، وذلك في صلاة الأولى .

وخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى باب المسجد ، فإذا هو بمسكين قد خرج من المسجد ، وهو يحمد الله عز وجل ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : "هل أعطاك أحد شيئا ؟" ، قال : نعم يا نبي الله ، قال : "من أعطاك ؟" ، قال : الرجل القائم أعطاني خاتمه : يعني علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "على أي حال أعطاكه ؟" ، قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : "الحمد لله الذي خص عليا بهذه الكرامة" ، فأنزل الله عز وجل : { والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }