فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (57)

قوله : { لاَ تَتَّخِذُواْ الذين اتخذوا دِينَكُمْ هُزُواً } هذا النهي عن موالاة المتخذين للدين هزؤاً ولعباً يعم كل من حصل منه ذلك من المشركين ، وأهل الكتاب وأهل البدع المنتمين إلى الإسلام ، والبيان بقوله : { مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب } إلى آخره لا ينافي دخول غيرهم تحت النهي إذا وجدت فيه العلة المذكورة التي هي الباعثة على النهي . قوله : { والكفار } قرأ أبو عمرو ، والكسائي بالجر على تقدير من ، أي ومن الكفار . قال الكسائي : وفي حرف أبيّ «وَمِنْ الكفار » وقرأ من عداهما بالنصب . قال النحاس : وهو أوضح وأبين . وقال مكي : لولا اتفاق الجماعة على النصب ؛ لاخترت الخفض لقوّته في الإعرابِ وفي المعنى ، والمراد بالكفار هنا المشركون ، وقيل : المنافقون { واتقوا الله } بترك ما نهاكم عنه من هذا وغيره { إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ } فإن الإيمان يقتضي ذلك .

/خ63