تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ} (54)

قوله سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه } ، وذلك حين هزموا يوم أحد ، شك أناس من المسلمين ، فقالوا ما قالوا ، { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } ، فارتد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو تميم ، وبنو حنيفة ، وبنو أسد ، وغطفان ، وأناس من كندة ، منهم الأشعث بن قيس ، فجاء الله عز وجل بخير من الذين ارتدوا ، بوهب بطن من كندة ، وبأحمس بجيلة ، وحضرموت ، وطائفة من حمير وهمذان ، أبدلهم مكان الكافرين .

ثم نعتهم ، فقال سبحانه : { أذلة على المؤمنين } بالرحمة واللين ، { أعزة على الكافرين } ، يعني عليهم بالغلظة والشدة ، فسدد الله عز وجل بهم الدين ، { يجاهدون في سبيل الله } العدو ، يعني في طاعة الله ، { ولا يخافون لومة لائم } ، يقول : ولا يبالون غضب من غضب عليهم ، { ذلك فضل الله } ، يعني دين الإسلام ، { يؤتيه من يشاء والله واسع } لذلك الفضل ، { عليم } لمن يؤتى الإسلام ، وفيهم نزلت وفي الإبدال : { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } ( محمد : 38 ) .