الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (57)

قوله : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُم هُزُؤاً وَلَعِباً ) الآية [ 59 ] .

ومعنى الآية : أن الله حذر المؤمنين ألا يتخذوا اليهود والنصارى أولياء ، ووصفهم تعالى بأنهم اتخذوا الإسلام هزواً ولعباً ، وهم ( قد )( {[16957]} ) أوتوا الكتاب من قبلنا ، يعني التوراة والإنجيل( {[16958]} ) .

و[ حذرهم ]( {[16959]} ) ألا يتخذوا الكفار أولياء ، وهم مشركو قريش( {[16960]} ) .

فمن نصب ( الكفار )( {[16961]} ) فالمعنى فيه : أنه تعالى نهانا عن اتخاذهم أولياء( {[16962]} ) ولم يخبرنا أنهم اتخذوا ديننا هزواً ولعباً كأهل الكتاب( {[16963]} ) . ومن خفض( {[16964]} ) فمعناه أنه تعالى نهانا عن اتخاذهم أولياء ، وأخبرنا أنهم اتخذوا ديننا هزواً ولعباً كما فعل أهل الكتاب( {[16965]} ) .

ومعنى اتخاذهم ديننا هزوا ولعباً : / هو إيمانهم : ثم كفرهم وإظهارهم خلاف ما يبطنون أخبر( {[16966]} ) الله عنهم أنهم ( وَإِذَا لَقُوا الذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوِ اِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمُ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ )( {[16967]} ) .

( وَ( {[16968]} ) اتَّقُوا اللَّهَ ) أي : اتقوه ( في اتخاذهم )( {[16969]} ) أولياء ، ( إن كُنتُم مُّومِنِينَ ) أي : مصدقين بالله( {[16970]} ) .


[16957]:- ساقطة من ب ج د.
[16958]:- انظر: تفسير الطبري 10/428 و429.
[16959]:- أ: حذروهم.
[16960]:- قال الطبري في تفسيره 10/430 فإنهم المشركون من عبدة الأوثان ثم ذكر قراءة ابن مسعود: (مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الذِينَ أَشْرَكُوا).
[16961]:- هي قراءة عامة أهل المدينة والكوفة "في تفسير الطبري 10/431" وقراءة ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة وأب عمرو في رواية، في السبعة 245.
[16962]:- انظر: معاني الفراء 1/313، ومعاني الزجاج 2/186، وإعراب النحاس 1/506، وحجة ابن زنجلة 230 و231.
[16963]:- انظر: تفسير الطبري 10/431، وإعراب مكي 330.
[16964]:- هي قراءة "جماعة من أهل الحجاز والبصرة والكوفة" في تفسير الطبري 10/431، وقراءة أبي عمرو والكسائي في السبعة 245، وفي إعراب النحاس 1/506، وقراءة يعقوب أيضاً في المبسوط 186.
[16965]:- انظر: إعراب مكي 230، والكهف 1/413، وفي معاني الزجاج "المعنى: من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار أولياء" 2/186.
[16966]:- ب: أخبار.
[16967]:- البقرة: 13. وانظر: تفسير الطبري 10/429.
[16968]:- ب ج د: وقوله و.
[16969]:- ج: باتخاذهم.
[16970]:- ب ج د: بالله ورسوله. وانظر: تفسير الطبري 10/431 و432.