تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ قَدۡ يَئِسُواْ مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلۡكُفَّارُ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡقُبُورِ} (13)

قوله :{ يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم } يعني اليهود نزلت في عبد الله بن أبي ، ومالك بن دخشم كانت اليهود زينوا لهم ترك الإسلام ، فكان أناس من فقراء المسلمين يخبرون اليهود عن أخبار المسلمين ليتواصلوا بذلك فيصيبون من ثمارهم وطعامهم ، فنهى الله عز وجل عن ذلك .

ثم قال :{ قد يئسوا من الآخرة } يعني اليهود { كما يئس الكفار من أصحاب القبور } آية وذلك أن الكافر إذا دخل قبره أتاه ملك شديد الانتهار ، فأجلسه ، ثم يسأله : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن رسولك ؟ فيقول : لا أدري ، فيقول الملك : أبعدك الله ، انظر يا عدو الله إلى منزلك من النار ، فينظر إليها ، ويدعو بالويل ، ويقول له الملك : هذا لك يا عدو الله ، فلو كنت آمنت بريك لدخلت الجنة ، ثم فينظر إليها ، فيقول : لمن هذا ؟ فيقول له الملك : هذا لمن آمن بالله ، فيكون حسرة عليه ، وينقطع رجاءه منها ويعلم عند ذلك أنه لا حظ له فيها ، وييأس من خير الجنة ، فذلك قوله لكفار أهل الدنيا الأحياء منهم { قد يئسوا من } نعيم { الآخرة } كما أيس هذا الكفار من أصحاب القبور عاينوا منازلهم في النار في الآخرة .