الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ قَدۡ يَئِسُواْ مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلۡكُفَّارُ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡقُبُورِ} (13)

ثم قال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم } [ 13 ] أي : لا توالوا اليهود { قد يئسوا من الآخرة }{[68320]} قد تركوا{[68321]} العمل لها وآثروا الدنيا .

وقيل : معناه : قد يئسوا من الآخرة{[68322]} كما يئس الكفار الأحياء من أمواتهم أن يرجعوا إليهم قاله{[68323]} ابن عباس والحسن{[68324]} .

( وقيل : معناه : كما يئس الكفار من الموتى من الآخرة ، لذلك يئس هؤلاء اليهود من الآخرة{[68325]} ){[68326]} .

وقال قتادة : معناه : قد يئس اليهود أن يبعثوا كما يئس الكفار أن يرجع إليهم من مات{[68327]} .

وقيل : المعنى : قد يئس اليهود أن يرحمهم الله عز وجل{[68328]} حين رأوا النار ، وظهر لهم عملهم كما يئس الكفار أن يرجع إليهم من مات{[68329]} .

وقيل : المعنى : كما يئس الكفار الذين ماتوا أن يرحمهم الله عز وجل حين عاينوا ما عملوا ، فكذلك يئس هؤلاء اليهود من رحمة الله سبحانه{[68330]} في القيامة ، هذا معنى قول مجاهد وابن زيد وعكرمة{[68331]} .

وقيل : المعنى : كما يئس الكفار الذين في القبور أن يرجعوا إلى الدنيا{[68332]} . " فمن " على الأقوال للتعدية ، وعلي هذه الأقوال لإبانة{[68333]} الجنس{[68334]} .


[68320]:ساقط من ح.
[68321]:ع، ج: "أي تركوا".
[68322]:ع، ج: "ثواب الله".
[68323]:ع، ج: "وقاله".
[68324]:انظر: جامع البيان 28/54، وابن كثير 28/357.
[68325]:ساقط من ع،ج.
[68326]:انظر: جامع البيان 28/54، وابن كثير 4/357.
[68327]:انظر: جامع البيان 4/54، وابن كثير 4/357، وتفسير الغريب 463.
[68328]:ساقط من ع، ج.
[68329]:انظر: جامع البيان 28/54.
[68330]:ساقط من ع، ج.
[68331]:انظر: تفسير مجاهد 657، وجامع البيان 28/54، وابن كثير 4/357.
[68332]:وهو قول مجاهد في تفسير القرطبي 18/76.
[68333]:ع: "لانات" وهو تحريف.
[68334]:انظر: البحر المحيط 8/259.