فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ قَدۡ يَئِسُواْ مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلۡكُفَّارُ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡقُبُورِ} (13)

{ يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ } هم جميع طوائف الكفر ، وقيل : اليهود خاصة ، وقيل : المنافقون خاصة وقال الحسن : اليهود والنصارى . والأوّل أولى ، لأن جميع طوائف الكفر تتصف بأن الله سبحانه غضب عليها { قَدْ يَئِسُواْ مِنَ الآخرة } «من » لابتداء الغاية : أي أنهم لا يوقنون بالآخرة البتة بسبب كفرهم { كَمَا يَئِسَ الكفار مِنْ أصحاب القبور } أي كيأسهم من بعث موتاهم لاعتقادهم عدم البعث ، وقيل : كما يئس الكفار الذين قد ماتوا منهم من الآخرة ، لأنه قد وقفوا على الحقيقة وعلموا أنه لا نصيب لهم في الآخرة ، فتكون «من » على الوجه الأوّل ابتدائية ، وعلى الثاني بيانية ، والأوّل أولى .

/خ13