تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ} (179)

ثم قال : { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها } ، لقول الله : { ختم الله على قلوبهم وعلى

سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة } ( البقرة : 7 ) ، فلم تفقه قلوبهم ، ولم تبصر أعينهم ، ولم تسمع آذانهم الإيمان ، ثم ضرب مثلا ، فقال : { أولئك كالأنعام } يأكلون ويشربون ولا يلتفتون إلى الآخرة ، كما تأكل الأنعام ، ليس للأنعام همة غير الأكل والشرب والسفاد ، فهي لا تسمع ، ولا تعقل ، كذلك الكفار ، ثم قال : { بل هم } ، يعني كفار مكة { أضل } ، يعني أضل سبيلا ، يعني الطريق من الأنعام ، ثم قال : { أولئك هم الغافلون } ، لأن الأنعام تعرف ربها وتذكره ، وهم لا يعرفون ربهم ولا يوحدونه .