{ وإن يريدوا خيانتك } ، يعنى الكفر بعد إسلامهم واستحيائك إياهم ، { فقد خانوا الله من قبل } ، يقول : فقد كفروا بالله من قبل هذا الذي نزل بهم ببدر ، { فأمكن } الله { منهم } النبي عليه السلام ، يقول : إن خانوا أمكنتك منهم فقتلتهم وأسرتهم كما فعلت بهم ببدر ، { والله عليم } بخلقه ، { حكيم } [ آية :71 ] في أمره ، حكيم أن يمكنه منهم .
فقال العباس بعد ذلك : لقد أعطاني الله خصلتين ، ما من شيء هو أفضل منهما ، أما أحدهما : فالذهب الذي أخذ منى ، فآتاني الله خيرا منه عشرين عبدا ، وأما الثانية : فتنجيز موعود الله الصادق ، وهو المغفرة ، فليس أحد أفضل من هذا . ومن كان من أسارى بدر وليس له فدى ، فإنه يدفع إليه عشرة غلمان يعلمهم الكتاب ، فإذا حذقوا برئ الأسير من الفداء ، وكان أهل مكة يكتبون ، وأهل المدينة لا يكتبون ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استشار أصحابه في أسارى بدر ، فقال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم : اقتلهم ، فإنهم رءوس الكفر وأئمة الضلال ، وقال أبو بكر : لا تقتلهم ، فقد شفي الله الصدور وقتل المشركين وهزمهم ، فآدهم أنفسهم ، وليكن ما نأخذ منهم في قوة المسلمين وعونا على حرب المشركين ، وعسى الله أن يجعلهم أعوانا لأهل الإسلام فيسلموا .
فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بقول أبى بكر الصديق ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما ، وأبو بكر أيضا رحيما ، وكان عمر ماضيا ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقول أبى بكر ، ففاداهم ، فأنزل الله عز وجل توفيقا لقول عمر : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر : "أحمد الله إن ربك وأتاك على قولك" ، فقال عمر : الحمد لله الذي وآتاني على قولي في أسارى بدر ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لو نزل عذاب من السماء ، ما نجا منا أحد إلا عمر بن الخطاب ، إنه نهاني فأبيت" .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.