ولما كان التقدير : فإن صدقوك وقبلوا -{[35372]} بشرى الله ، وفي لهم ، عطف عليه قوله : { وإن يريدوا } أي الأسرى و{[35373]} الكفار كلهم أو واحد{[35374]} منهم كأبي عزة { خيانتك } أي وأنت أعلى الخلق في عهد من إسلام أو غيره يوثقونه لك ترضى به في المن على أحد منهم ، بغير فداء ، يرد الله أن يكون وبال ذلك راجعاً إليهم فيمكن منهم ، فلا تخش من أمرهم { فقد خانوا الله } {[35375]}أي الملك الأعظم ؛ ولما كانت خيانتهم غير مستغرقة للزمن ، أدخل الجار فقال{[35376]} : { من قبل } أي من قبل هذا الوقت {[35377]}بالكفر وغيره من أنواع الفسق{[35378]} { فأمكن } أي فأوجد الإمكان منهم ، وقصره ليدل على أنهم صاروا سلماً لكل أحد { منهم } أي يوم بدر بسبب{[35379]} خيانتهم ، فمثل ما أمكن منهم عند وقوع الخيانة سيمكنك منهم إذا أرادوا الخيانة ، فإن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون { والله } أي الذي له الإحاطة بكل شيء { عليم } أي بالغ العلم مطلقاً فهو يعلم الأشياء كلها التي منها أحوالهم { حكيم* } أي بالغ الحكمة فهو يتيقن{[35380]} كل ما يريده فهو يوهن كيدهم ويتقن ما يقابلهم به فيلحقهم لا محالة ، وكذا فعل سبحانه في أبي عزة الجمحي فإنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم في المن عليه بغير شيء لفقره وعياله وعاهده على أن لا يظاهر عليه أحداً ومدحه ثم خان فظهر به{[35381]} في غزوة حمراء الأسد عقب يوم أحد أسيراً ، فاعتذر له وسأله في العفو عنه فقال : {[35382]}ألا تمسح{[35383]} عارضيك بمكة وتقول : سخرت بمحمد مرتين ، لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ، وأمر به فضربت عنقه ، وقال أبو حيان{[35384]} في الخيانه{[35385]} : هي كونهم اظهر بعضهم الإسلام ثم رجعوا إلى دينهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.