اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدۡ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ فَأَمۡكَنَ مِنۡهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (71)

قوله تعالى : { وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ } الآية .

الضمير في " يريدوا " يعود على " الأسْرَى " ، لأنهم أقربُ مذكور .

وقيل : على الجانحين .

وقيل : على اليهُود .

وقيل : على كُفَّار قريش .

قال ابن جريج : أراد بالخيانة الكفر{[17518]} أي : إن كفروا بك فقد كفروا باللَّهِ من قبل ، فأمكن منهم المؤمنين ببدر حتى قتلوهم .

وقيل : أراد بالخيانة منع ما ضمنوا من الفداء .

قال الأزهريُّ : يُقالُ أمكنني الأمْرُ يُمْكنُنِي فهُو مُمْكِنٌ ، ومفعول الإمكان محذوف ، والمعنى : فأمكن المؤمنين منهم يوم بدر حتى قتلوهم وأسروهم .

ثم قال : " واللَّهُ عليمٌ " أي : ببواطنهم وضمائرهم : " حَكِيمٌ " يجازيهم بأعمالهم .


[17518]:ذكره البغوي في "معالم التنزيل" (2/262).