إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدۡ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ فَأَمۡكَنَ مِنۡهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (71)

{ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ } أي نكثَ ما بايعوك عليه من الإسلام وهذا كلامٌ مسوقٌ من جهته تعالى لتسليته عليه الصلاة والسلام بطريق الوعدِ له والوعيد لهم { فَقَدْ خَانُواْ الله مِن قَبْلُ } بكفرهم ونقضِ ما أخذ على كل عاقلٍ من ميثاقه { فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ } أي أقدرَك عليهم حسبما رأيتَ يومَ بدر فإن أعادوا الخيانةَ فاعلم أنه سيُمكنك منهم أيضاً ، وقيل : المرادُ بالخيانة منعُ ما ضمِنوا من الفداء وهو بعيد { والله عَلِيمٌ } فيعلم ما في نياتهم وما يستحقونه من العقاب { حَكِيمٌ } يفعل كلَّ ما يفعله حسبما تقتضيه حكمتُه البالغة .