تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ مَعَكُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مِنكُمۡۚ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (75)

ثم قال بعد ذلك : { والذين ءامنوا من بعد } هؤلاء المهاجرين والأنصار ، { وهاجروا } من ديارهم إلى المدينة ، { وجاهدوا } العدو { معكم فأولئك منكم } في الميراث ، ثم نسخ هؤلاء الآيات بعد هذه الآية ، { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } في الميراث ، فورث المسلمون بعضهم بعضا ، من هاجر ومن لم يهاجر في الرحم والقرابة ، { في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم } [ آية :75 ] في أمر المواريث حين حرمهم الميراث ، وحين أشركهم بعد ذلك .

حدثنا عبيد الله ، قال حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، عن أبى يوسف ، عن الكلبي ، عن أبى صالح ، قال : إن الخمس كان يقسم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أسهم : لله ولرسوله سهم ، ولذي القربى سهم ، ولليتامى سهم ، وللمساكين سهم ، ولابن السبيل سهم ، قال : وقسمه عمر ، وأبو بكر ، وعثمان ، وعلى ، على ثلاثة أسهم ، أسقطوا سهم ذي القربى ، وقسم على ثلاثة أسهم ، وإنما يوضع من أولئك في أهل الحاجة والمسكنة ، ليس يعطى الأغنياء شيئا ، فهذا على موضع الصدقة .

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، عن محمد بن عبد الحق ، عن أبى جعفر محمد بن على ، عليه السلام ، قال : قلت له : ما كان رأى علي ، عليه السلام ، في الخمس ؟ قال : رأى أهل بيته ، قال قلت : فكيف لم يمضه على ذلك حين ولى ؟ قال : كره أن يخالف أبا بكر وعمر .

حدثنا عبيد الله قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من الغنيمة قبل أن تقسم صفيا لنفسه ، ويأخذ مع ذوى القربى ، ويأخذ سهم الله تعالى ورسوله ، ثم يأخذ مع المقاتلة ، فكان يأخذ من أربعة وجوه صلى الله عليه وسلم .