فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدۡ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ فَأَمۡكَنَ مِنۡهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (71)

ولما ذكر ما ذكره من العوض لمن علم في قلبه خيرا ذكر من هو على ضد ذلك منهم فقال : { وإن يريدوا خيانتك } بما قالوه لك بألسنتهم من أنهم قد آمنوا بك وصدقوك ولم يكن ذلك منهم عن عزيمة صحيحة ونية خالصة ، بل هو مماكرة ومخادعة فليس ذلك بمستبعد منهم فإنهم قد فعلوا ما هو أعظم منه { فقد خانوا الله من قبل } أي من قبل أن يظفر بهم فكفروا به وقاتلوا رسوله { فأمكن منهم } بأن نصرك عليهم في يوم بدر فقتلت منهم من قتلت وأسرت من أسرت { والله عليم } بما في ضمائرهم { حكيم } في أفعاله بهم .