وقوله تعالى : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ) يحتمل أن تكون الآية صلة ما سبق من الآيات ، وهو وقوله : ( الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة )الآية[ الأنفال : 56 ] وقوله : ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله )الآية[ الأنفال : 62 ] وغير ذلك ( وإما تخافن من قوم خيانة )[ الأنفال : 58 ] ونحوه . فقال : ( وإن يريدوا خيانتك ) في نقض العهد وغير ذلك من الأمانات ( فقد خانوا الله من قبل ) في ما عاهدوا[ في الأصل وم : عهدوا ] أن يوفوا ذلك بقولهم[ في الأصل وم : قولهم ] : ( لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )[ يونس : 22 ] كقوله : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين )[ التوبة : 75 ] فقد آتاهم الله ذلك ، فلم يوفوا ما عاهدوا وغير ذلك من العهود التي عاهدوا[ في الأصل وم : عهدوا ] والأمانات التي ائتمنوا فيها ، فخانوا الله في ذلك ، أو ما عهد /205-ب/ فيهم في أمر محمد وإظهار بعثه[ في الأصل وم : نعته ] وصفته في كتبهم فكتموا ذلك ، وحرفوه ، وأظهروا بعثه[ في الأصل وم : نعته ] وصفته فذلك منهم خيانة فيقول : إنهم قد ( خانوا الله من قبل فأمكن منهم ) فإذا خانوك يمكنك منهم أيضا .
وقوله تعالى : ( فأمكن منهم ) أي انتقم منهم جزاء خيانتهم . وقال : أمكنك حتى انتقمت منهم .
وقوله تعالى : ( وإن يريدوا خيانتك ) ليس على الإرادة ، ولكن على وقوع فعل الخيانة ؛ كأنه قال : وإن خانوك ( فقد خانوا الله من قبل ) لكنه ذكر الإرادة لما هي صفة كل فاعل مختار لما لا تكون الأفعال إلا بإرادة .
وقوله تعالى : ( والله عليم ) بما يسرون ، ويضمرون من الخيانة ونقض العهود ( حكيم ) في أمره حكمه حين[ في الأصل وم : حيث ] أمكنك منهم .
وقال بعضهم في قوله : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل ) أي خانوك بعد إسلامهم بالكفر ( فقد خانوا الله من قبل ) فقد كفروا بالله قبل هذا ؛ يقول : إن خانوك أمكنك منهم ، فقتلتهم ، وأسرتهم ، كما فعلت بهم ببدر ( والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في أمره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.