غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلۡجَآنَّ خَلَقۡنَٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ} (27)

1

قوله : { والجانّ } قال الحسن ومقاتل وقتادة وهو رواية عطاء عن ابن عباس يريد إبليس - وعن ابن عباس - في رواية أخرى : هو أبو الجن كآدم أبي الناس وهو قول الأكثرين . والتركيب يدل على السبق والتواري عن الأعين وق مر فيما سلف ولاسيما في تفسير الاستعاذة في أول الكتاب { خلقناه من قبل } قال ابن عباس : أي من قبل خلق آدم و{ السموم } الريح الحارة النافذة في المسام تكون في النهار وقد تكون بالليل . ومسام البدن الخروق الخفية التي يبرز منها العرق وبخار الباطن ، ولا شك أن تلك الريح فيها نار ولها لفح على ما ورد في الخبر أنه لفح جهنم . قال ابن مسعود : هذه السموم جزءاً من سبعين جزءاً من سموم النار التي خلق . الله منها الجان . ولا استبعاد في خلق الله الحيوان من النار فإنا نشاهد السمندل قد يتولد فيها . على قاعدة الحكيم : كل ممتزج من العناصر فإنه يمكن أن يغلب عليه أحدها ، وحينئذٍ يكون مكانه مكان الجزء الغالب والحرارة مقوية للروح لا مضادة لها .

/خ50