الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱلۡجَآنَّ خَلَقۡنَٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ} (27)

قوله تعالى : { وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ } : منصوبٌ على الاشتغال ، ورُجِّح نصبُه لعطفِ جملتِه على جملةٍ فعلية . والجانُّ أو الجنُّ وهو إبليس كآدم أبي الإِنس . وقيل : اسمٌ لجنسِ الجِنِّ .

وقرأ الحسن " والجَأَنَّ " وقد تقدَّم القولُ في ذلك في أواخر الفاتحة .

و { مِن قَبْلُ } و { مِن نَّارِ } متعلقان ب " خَلَقْنا " ؛ لأن الأولى لابتداءِ الغاية والثانيةَ للتبعيض ، وفيه دليلٌ على أن " مِنْ " لابتداء الغايةِ في الزمانِ ، وتأويلُ البصريين له ولنظائِره بعيدٌ .

والسَّمومُ : ما يَقْتُل من إفراطِ الحَرِّ من شمسٍ أو ريحٍ أو نار ؛/ لأنها تَدْخُل في المَسامِّ فتقتُل . وقيل : السَّموم ما كان ليلاً ، والحَرُور ما كان نهاراً .