غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (49)

31

ثم حكى ما جرى على قوم موسى بعد إهلاك عدوهم { ولقد آتينا موسى الكتاب } أي التوراة { لعلهم يهتدون } ومن الناس من ظن أن هذا الضمير راجع إلى فرعون وملئه . والمعنى أنه خص موسى بالكتب لا للتكذيب ولكن يهتدوا به ، فلما أصروا على الكفر مع البيان العظيم استحقوا الإهلاك وهو وهم لأن موسى لم يؤت التوراة إلا بعد إهلاك القبط بدليل قوله { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى }

[ القصص : 43 ] وفي قوله في أول " البقرة " { وإذ نجيناكم من آل فرعون } إلى قوله

{ وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة } [ الآية : 51 ] والقصة مشهورة . فالصحيح أنه ذكر موسى وأراد قومه كما يقال " هاشم وثقيف " ويراد قومهم نظيره { على خوف من فرعون وملئهم } [ يونس : 83 ] وقد مر في آخر " يونس " .

/خ56