غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (53)

31

والضمير في { تقطعوا } راجع إلى أممهم . قال الكلبي ومقاتل والضحاك : يعني مشركي مكة والمجوس واليهود والنصارى . ومن قال : الخطاب لعيسى فهذه إشارة إلى ملته في وقتها . وعلى القول الأظهر بل على جميع الأقوال المشار إليه ملة الإسلام كما مر مثله في آخر سورة الأنبياء ، كأنه أمر هناك بالعبادة التي هي أعم ثم أمر بالتقوى التي هي أخص ولهذا قال { فتقطعوا } بالفاء ليتوجه الذم أتم فإن المأتي به كلما كان أبعد من المأمور به كان سبب الذم أقوى ، فلا يكون ترتيب التقطع على التقوى كترتبه على العبادة ولهذا أكد التقطع بقوله { زبراً } بضم الباء جمع زبور أي حال كونه كتباً مختلفة يعني جعلوا دينهم أدياناً ومذاهب شتى . ومن قرأ بفتح الباء فمعناه قطعاً استعيرت من زبر الفضة والحديد . ثم أكد الذم بقوله { كل حزب بما } أي كل فريق منهم مغتبط بما اتخذه ديناً لنفسه معجب به يرى أنه المحق الرابح وغيره المبطل الخاسر .

/خ56