فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (49)

ثم حكى سبحانه ما جرى على قوم موسى بعد إهلاك عدوّهم فقال : { وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب } يعني التوراة ، وخصّ موسى بالذكر ؛ لأن التوراة أنزلت عليه في الطور ، وكان هارون خليفته في قومه . { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي لعلّ قوم موسى يهتدون بها إلى الحق ، ويعملون بما فيها من الشرائع ، فجعل سبحانه إيتاء موسى إياها إيتاء لقومه ؛ لأنها وإن كانت منزلة على موسى فهي لإرشاد قومه . وقيل : إن ثمّ مضافاً محذوفاً أقيم المضاف إليه مقامه ، أي آتينا قوم موسى الكتاب . وقيل : إن الضمير في : { لَعَلَّهُمْ } يرجع إلى فرعون وملئه ، وهو وهم ؛ لأن موسى لم يؤت التوراة إلا بعد إهلاك فرعون وقومه ، كما قال سبحانه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القرون الأولى } [ القصص : 43 ] . والجملة حالية .

/خ56