اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (49)

قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب } قيل : أراد قوم موسى ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، ولذلك أعاد الضمير من قوله : «لَعَلَّهُم » عليهم {[32920]} .

وفيه نَظَر ، إذ يجوز عود الضمير على القوم من غير تقدير إضافتهم إلى موسى ، ويكون هدايتهم مترتبة على إيتاء التوراة لموسى . قال الزمخشري : لا يجوز أن يرجع الضمير في «لَعَلَّهُم » إلى فرعون وملئه لأن التوراة إنما أوتيت بنو إسرائيل بعد إغراق فرعون ، بدليل قوله تعالى { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القرون الأولى }{[32921]} {[32922]} [ القصص : 43 ] .

بل المعنى الصحيح ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم{[32923]} يعملون بشرائعها ، ومواعظها ، فذكر موسى والمراد آل موسى كما يقال : هاشم وثقيف . والمراد قومهم {[32924]} .


[32920]:انظر البحر المحيط 6/407.
[32921]:[القصص: 43].
[32922]:الكشاف 3/49.
[32923]:لعلهم : سقط من ب.
[32924]:انظر الكشاف 3/49. بتصرف، والفخر الرازي 23/103.