غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَسۡـَٔلۡ بِهِۦ خَبِيرٗا} (59)

51

60

ثم زاد لعلمه وقدرته مبالغة وبياناً فقال : { الذي خلق } الخ . وقد سبق تفسيره في " الأعراف " وأما قوله { فاسأل به خبيراً } ففيه وجوه . قال الكلبي : الضمير في { به } يعود إلى ما ذكر من خلق السماء والأرض والاستواء على العرش . والباء من صلة الخبير قدمت لرعاية الفاصلة وذلك الخبير هو الله عز وجل لأن كيفية ذلك الخلق والاستواء لا يعلمها إلا الله سبحانه . وعن ابن عباس أن ذلك الخبير هو جبرائيل . وقال الأخفش والزجاج : الباء بمعنى " عن " فسأل به مثل " اهتم به " واشتغل به وسأل عنه كقولك " بحث عنه وفتش عنه " . قال تعالى { سأل سائلٍ بعذاب واقع } [ المعارج : 1 ] . وقال ابن جرير : الباء زائدة والمعنى فاسأله حال كونه عالماً بكل شيء . وجوز جار الله أن تكون الباء تجريدية كقولك " رأيت به أسدا " أي برؤيته . والمراد فاسأل بسؤاله خبيراً أي إن سألته وجدته عالماً به . وقيل : الباء للقسم ولعل الوجه الأول أقرب إلى المراد نظيره { ولا ينبئك مثل خبير } [ فاطر : 14 ] .

/خ77