غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩} (60)

51

ثم أخبر عن قوم أنهم { قالوا وما الرحمن } والواو عاطفة وقعت في كلام فحكى كما هو فاحتمل أنهم جهلوا الله سبحانه ، واحتمل أنهم عرفوه لكن جحدوه ، واحتمل أنهم عرفوه بغير هذا الاسم فلهذا سألوا عنه .

60

ومعنى { لما تأمرنا } للذي تأمرناه بمعنى تأمرنا بسجوده مثل " أمرتك الخبير " فاتسع أولاً ثم حذف ثانياً . ويجوز أن تكون " ما " مصدرية أي لأمرك لنا ومن قرأ على الغيبة فالضمير لمحمد أو للمسمى بالرحمن كأنهم قالوا هذا القول فيما بينهم . والضمير في { زادهم } للمقول وهو اسجدوا للرحمن أي وزادهم أمره { نفورا } ومن حقه أن يكون باعثاً على الفعل والقبول . قال الضحاك : لما رآهم المشركون يسجدون تباعدوا في ناحية المسجد مستهزئين فمعنى الآية وزادهم سجودهم نفوراً . ومن السنة أن يقول الساجد والقارئ إذا بلغ هذا الموضع زادنا الله خضوعاً وما زاد للأعداء نفوراً .

/خ77