غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا} (61)

51

ثم ذكر ما لو تفكروا فيه لعرفوا وجوب السجود للرحمن فقال { تبارك } الخ . فالبروج هي الأقسام الاثنا عشر للفلك وأساميها مشهورة : الحمل والثور والجوزاء الخ . شبهت بالقصور العالية . واشتقاق البروج لظهوره والسراج الشمس . ومن جمع أراد الشمس والكواكب الكبار والخلفة للهيئة من الخلافة يريد الحالة التي يخلف عليها الليل والنهار كل واحد منهما الآخر أي جعلهما ذوي خلفة يعقب هذا ذاك وذاك هذا ومثله قوله واختلاف الليل والنهار } [ البقرة : 164 ] في أحد تفاسيره . وعن ابن عباس جعل كل واحد منهما يخلف صاحبه فيما يحتاج أن يعمل ، فمن فاته شيء من وظائف العبادة في أحدهما قضاه في الآخر . وعن مجاهد وقتادة والكسائي يقال لكل مختلفين " هما خلفتان " فالمعنى أن أحدهما أسود والآخر أبيض أو هذا طويل وهذا قصير .

/خ77