غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (24)

12

ذلك التولي والإعراض ، أو ذلك العقاب أو الوعيد بسبب أنهم كانوا يتساهلون في أمر العقاب ولا يفرقون بين ما يتعلق بأصول الدين وبين ما يتعلق بفروعها فقالوا :{ لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات }[ البقرة : 8 ] هي أيام عبادة العجل فاستوجبوا الذم من وجوه :

أحدها استقصار مدة العذاب ومن أين لهم العلم بذلك ؟

وثانيها أن عبادة العجل كفر والكفر يستحق به الكافر عذاباً دائماً .

وثالثها أن استثناء الأيام المعدودات فقط فيه دليل على أنهم استحقروا تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وذلك كفر صريح . { وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون } من قولهم :{ نحن أبناء الله وأحباؤه }[ المائدة : 18 ] أو من قولهم :{ لن تمسنا النار إلا أياما }[ البقرة : 8 ] أو من قولهم

" نحن أولى بالنبوة من قريش " أو من زعمهم أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم .

/خ25