فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (24)

{ ذلك } التولي والإعراض أو ذلك العقاب أو الوعيد بسبب أنهم كانوا يتساهلون في أمر العقاب ولا يفرقون بين ما يتعلق بأصول الدين وبين ما يتعلق بفروعه فقالوا{ لن تمسنا النار إلا أياما معدودات }

هي أيام عبادة العجل فاستوجبوا الذم من وجوه : أحدها -استقصار مدة العذاب ومن أين لهم العلم بذلك ؟ وثانيها – أن عبادة العجل كفر والكفر يستحق به الكافر عذابا دائما ، وثالثها- أن استثناء الأيام المعدودات فقط فيه دليل على أنهم استحقروا تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وذلك كفر صريح ؛ { وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون } من قولهم : { . . نحن أبناء الله وأحباؤه . . }{[906]} أو من قولهم { . . لن تمسنا النار إلا أياما . . }{[907]} ، أو من قولهم : نحن أولي النبوة من قريش أو من زعمهم أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم ]{[908]} .


[906]:سورة المائدة من الآية 18.
[907]:سورة البقرة من الآية 80.
[908]:ما بين العالمتين [] من تفسير غرائب القرآن.