سورة   آل عمران
 
السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (24)

{ ذلك } إشارة إلى ما ذكر من التولي والإعراض { بأنهم قالوا } أي : بسبب قولهم { لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات } أي : قالوا ذلك بسبب تسهيلهم أمر العقاب على أنفسهم لهذا الاعتقاد المائل والطمع الفارغ عن حصول المطموع فيه وهو الخروج من النار بعد أيام قليلة وهي أربعون يوماً مدّة عبادة آبائهم العجل ثم تزول عنهم { وغرّهم في دينهم } والغرور هو الإطماع فيما لا يحصل منه شيء { ما كانوا يفترون } أي : من أن النار لن تمسهم إلا أياماً قلائل أو أن آبائهم الأنبياء يشفعون لهم ، أو أنه تعالى وعد يعقوب أن لا يعذب أولاده إلا تحلة القسم .

تنبيه : في دينهم متعلق بغرّهم ولا يصح تعلقه بيفترون خلافاً للسيوطي ؛ لأن ما قبل الموصول لا يتعلق بما بعده .