إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (24)

{ ذلك } إشارة إلى ما مر من التولي والإعراض ، وهو مبتدأ خبرُه قوله تعالى : { بِأَنَّهُمْ } أي حاصل بسبب أنهم { قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النار } باقتراف الذنوب وركوب المعاصي { إِلا أَيَّامًا معدودات } وهي مقدارُ عبادتهم العجلَ ، ورسَخ اعتقادُهم على ذلك وهوّنوا على أنفسهم الخطوب

{ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } من قولهم ذلك وما أشبهه من قولهم : إن آباءنا الأنبياءَ يشفعون لنا أو إن الله تعالى وعد يعقوبَ عليه السلام ألا يعذبَ أولادَه إلا تحِلّةَ القَسَم ولذلك ارتكبوا ما ارتكبوا من القبائح .