ثم علل اجتراءهم على الله تعالى فقال : { ذلك } أي الإعراض البعيد عن أفعال أهل الكرم المبعد من الله { بأنهم قالوا } كذباً على الله - كما تقدم بيانه في سورة البقرة { لن تمسنا النار إلا أياماً } ولما كان المقام هنا لتناهي اجترائهم على العظائم لاستهانتهم بالعذاب لاستقصارهم لمدته{[15837]} والتصريح بقتل{[15838]} الآمرين بالقسط عامة وبحبوط الأعمال ، {[15839]}وكان{[15840]} جمع{[15841]} القلة قد{[15842]} يستعار{[15843]} للكثرة{[15844]} أكدت إرادتهم حقيقة القلة بجمع{[15845]} آخر للقلة ، فقيل على ما هو الأولى من وصف جمع{[15846]} القلة لما لا يعقل بجمع جبراً له{[15847]} :{ معدودات } وتطاول الزمان وهم على هذا الباطل حتى آنسوا به{[15848]} {[15849]}واطمأنوا إليه لأنه ما كذب أحد بحق إلا عوقب بتصديقه بباطل ، وما ترك قوم سنة إلا أحيوا بدعة ، على أن كذبهم أيضاً جرهم{[15850]} إلى الاستهانة بعذاب الله الذي لا يستهان بشيء منه ولو قل .
ولما نسبوا ذلك إلى الكتاب فجعلوه ديناً قال : { وغرَّهم } قال الحرالي : من الغرور وهو إخفاء الخدعة{[15851]} في صورة النصيحة{[15852]} - انتهى { في دينهم ما كانوا } أي بما هيؤوا له وجبلوا{[15853]} عليه { يفترون * } أي يتعمدون كذبه ، قال الحرالي : فتقابل{[15854]} التعجيبان{[15855]} في ردهم حق الله سبحانه وتعالى وسكونهم إلى باطلهم - انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.