بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (24)

ثم قال : { ذلك } أي ذلك الجزاء . قال مقاتل فيها تقديم وتأخير ، ومعناه فبشرهم بعذاب أليم { ذلك بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النار } ويقال : إنما جزاؤهم خلاف الكتاب ، لأنهم قالوا لن تمسنا النار { إِلا أَيَّامًا معدودات } يعني أربعين يوماً على عدد أيام عبادة العجل ويقال على عدد أيام الدنيا . ويقال : إن مذهبهم كان مذهب جَهْم ، لأنهم لا يرون الخلود في النار { وَغَرَّهُمْ في دِينِهِم } عَفْوُ الله عنهم بتأخير العذاب { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي يكذبون على الله ، وهو قولهم { وَقَالَتِ اليهود والنصارى نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يشاء وَيُعَذِّبُ مَن يشاء وَللَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ المصير } [ المائدة : 18 ] ، فذلك قولهم الذي غرهم .