غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِيٓ أُذُنَيۡهِ وَقۡرٗاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (7)

1

{ وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً } ومحل { كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً } نصب على الحال قال جار الله : الأولى حال من ضمير { مستكبراً } والثانية من { لم يسمعها } قلت : هذا بناء على تجويز الحال المتداخلة وإلا فمن الجائز أن يكون كل منهما و{ مستكبراً } حالاً من فاعل { ولى } أي مستكبراً مشابهاً لمن لم يسمعها مشابهاً لمن في أذنيه وقر . وجوز أن يكونا مستأنفين وتقدير كأن المخففة كأنه والضمير للشأن ، قال أهل البرهان : هذه الآية والتي في الجاثية نزلتا باتفاق المفسرين في النضر إلا أنه بالغ ههنا في ذمة لتركه استماع القرآن فقال بعد قوله { كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً } أي صمماً لا يقرع مسامعه صوت ، فإن عدم السماع أعم من أن يكون بوقر الأذن أو بنحو غفلة . وترك الجملة الثانية في " الجاثية " لأنه لم يبن الكلام هنالك على المبالغة بدليل قوله { وإذا علم من آياتنا شيئاً } [ الجاثية : 9 ] والعلم لا يحصل إلا بالسماع أو ما يقوم مقامه من خط وغيره .

/خ19