اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِيٓ أُذُنَيۡهِ وَقۡرٗاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (7)

قوله : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِ آيَاتُنَا ولى مُسْتَكْبِراً } أي يشتري الحديث الباطل ، ويأتيه الحق الصُّرَاحُ مَجَّاناً فيعرض عليه .

قوله : { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } حال من فاعل «وَلَّى » أو من ضمير «مُسْتَكْبِراً »{[42361]} وقوله : { كَأَنَّ في أُذُنَيْهِ وَقْراً } حال ثالثة أو بدل مما قبلها ، أو حال من فاعل «يَسْمَعْهَا » أو تبيين لما قبلها{[42362]} ، وجوز الزمخشري أن تكون جملة التنبيه{[42363]} استئنافيتين .

فصل :

معنى { كأن لم يسمعها } شغل المتكبر الذي لا يلتفت إلى الكلام ويجعل نفسه كأنها غافلة ، وقوله : { كَأَنَّ في أُذُنَيْهِ وَقْراً } أدخل في الإعراض { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي مؤلم ، ووصفه أولاً بأنه «مهين » وهو إشارة إلى الدوام فكأنه قال : «مُؤْلِم دَائم »{[42364]} .


[42361]:انظر: التبيان 1043 والبحر المحيط 7/184.
[42362]:المرجعان السابقان.
[42363]:هكذا هي في النسختين ولعله يقصد التشبيه وانظر: الكشاف 3/230.
[42364]:انظر: تفسير الرازي 25/141.