غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (49)

22

وحين ذكر أنه يقذف بالحق وكان ذلك بصيغة الاستقبال أخبر أن ذلك الحق قد جاء وهو القرآن والإسلام وكل ما ظهر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يده . وقيل : السيف . وقوله { وما يبدئ الباطل وما يعيد } مثل في الهلاك لأن الحيّ إما أن يبدئ فعلاً أو يعيده ، فإذا هلك لم يبق له إبداء ولا إعادة . والتحقيق فيه أن الحق هو الموجود الثابت . ولما كان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من بيان التوحيد والرسالة والحشر ثابتاً في نفسه بيناً لمن نظر إليه كان جائياً ، وحين كان ما أتوا به من الإصرار والتكذيب مما لا أصل له قيل : إنه لا يبدئ ولا يعيد أي لا يعيد شيئاً لا في الأوّل ولا في الآخر . وقيل : الباطل إبليس لأنه صاحب الباطل ولأنه هالك والمراد أنه لا ينشئ خلقاً ولا يعيد وإنما المنشئ والباعث هو الله . وعن الحسن : لا يبدئ لأهله خيراً ولا يعيده أي لا ينفعهم في الدنيا والآخرة . وقال الزجاج : " ما " استفهامية والمعنى أي شيء ينشئ إبليس ويعيده ؟

/خ54