غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ} (41)

22

{ قالوا سبحانك } ننزهك عن أن نعبد غيرك أنت الذي نواليك ونعادي غيرك في شأن العبادة { بل كانوا يعبدون الجن } حيث أطاعوهم في عبادة غيرك فهم كانوا يطيعونهم وكنا نحن كالقبلة ، أو صوّرت لهم الشياطين صور قوم من الجن وقالوا : هذه صور الملائكة فاعبدوها ، أو كانوا يدخلون في أجواب الأصنام فيعبدون بعبادتها . وإنما قالوا { أكثرهم بهم مؤمنون } وما ادّعوا الإحاطة لأن الذين رأوهم وأطلعهم الله على أحوالهم كانوا كذلك ولعل في الوجود من لا يطلع الله الملائكة عليه من الكفار . وأيضاً أن العبادة عمل ظاهر والإيمان عمل باطن ، والاطلاع على عمل القلب كما هو ليس إلا الله وحده فراعوا الأدب الجميل والحكم على الظاهر أكثري .

/خ54