غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡبَحۡرَانِ هَٰذَا عَذۡبٞ فُرَاتٞ سَآئِغٞ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجٞۖ وَمِن كُلّٖ تَأۡكُلُونَ لَحۡمٗا طَرِيّٗا وَتَسۡتَخۡرِجُونَ حِلۡيَةٗ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (12)

1

ثم ضرب مثلاً للمؤمن والكافر وذكر ليلاً آخر على عظم قدرته فقال { وما يستوي البحران } الآية . على الأوّل يكون قوله { ومن كل تأكلون } إلى آخر الآية تقريراً للنعمة على سبيل الاستطراد ، أو هو من تمام التشبيه كأنه شبه الجنسين بالبحرين . ثم فضل البحر الأجاج على الكافر لأنه شارك العذب في استخراج السمك واللؤلؤ وجرى الفلك فيه ، وأما الكافر فلا نفع فيه ألبتة فيكون كقوله في البقرة { ثم قست قلوبكم } إلى آخر قوله و{ إن منهما لما يهبط من خشية الله } [ الآية : 74 ] والأشبه أن الآية تقرير دليل مستأنف كما مرّ في أوّل " النحل " يؤيده تعقيبه بدليل آخر وهو قوله : { يولج الليل }

/خ1