غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

1

وحين بين الحق بالدلائل الباهرة أراد أن يذكر ما يدعوهم إلى النظر فيه فقال { ولا تزر وازرة } يعني أن النفوس الوازرات لا ترى واحدة منهن إلا حاملة وزرها لا وزر غيرها . ولا ينافي في هذا قوله { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } [ العنكبوت : 13 ] لأن وزر الإضلال هو وزر النفس الوزارة أيضاً ، وفيه أن كل نفس وازرة مهمومة بهمّ وزرها متحيرة في أمرها . ثم زاد في التهويل بقوله { وإن تدع مثقلة } أي نفس ذات حمل { لا يحمل منه شيء } فإن عدم قضاء الحاجة بعد السؤال أفظع . ثم زاد التأكيد بقوله { ولو كان } أي المدعوّ { ذا قربى } فإِن عدم القضاء بعد السؤال من القريب من أب وولد أدل على شدّة الأمر فيعلم منه أن لا غياث يومئذ أصلاً . ثم بين أن هذه الإنذارات إنما تفيد أهل الخشية والطاعة حال كونهم غائبين عن العذاب أو حال كون العذاب غائباً عنهم . ثم لما بيّن أن الوزر لا يتعدى إلى الغير بيّن أن التطهر عن الذنوب لا يفيد إلا نفس المتزكي { وإلى الله المصير } لكل فيجزيهم على حسب ذلك .

/خ1