غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

1

ثم نزه نفسه بقوله { سبحان الذي خلق الأزواج } أي الأصناف والمراد بقوله { ومما لا يعلمون } أزواج لم يطلع الله الإنسان عليها بطريق من طرق المعرفة { وما يعلم جنود ربك إلا هو } [ المدثر : 31 ] { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] قالت الأشاعرة : فيه دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله لأن أفعالهم أعراض وهي داخلة تحت الأجناس . وقوله { مما تنبت } لا يخرجه عن العموم لأن البيان متعدّد نظيره قول القائل : أعطيته كل شيء من الثياب والدواب والعبيد . فإنه يفهم أن تعديد الأصناف لتأكيد العموم يؤيده قوله في الزخرف { الذي خلق الأزواج كلها } [ الآية : 12 ] من غير تقييد .

/خ44