غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (38)

1

ثم كان لجاهل أن يقول : سلخ النهار إنما هو بغروب الشمس فلا جرم قال { والشمس تجري لمستقرّ } أي لحدّ لها مؤقت تنتهي إليه من فلكها شبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره إلا أن المسافر له قرار بعد ذلك وهذه لا قرار لها بعد الحصول في ذلك الحدّ ولكنها تستأنف الحركة منه وهو أوّل الحمل أو أحد الخافقين أو إحدى الغايتين في تصاعدها فلك نصف النهار وتنازلها أو غير ذلك من الاعتبارات . وقيل : أراد بالمستقر بيتها وهو الأسد . وقيل : أراد لجري مستقرها وهو فلكها . وقيل : هو الدائرة التي عليها حركتها الخاصة . وقال الحكيم : أراد لأمر لو وجده لاستقر وهو استخراج الأوضاع الممكنة . وقيل : أراد الوقت الذي ينقطع جريها وهو يوم القيامة . وقيل : إنه إشارة إلى نعمة النهار بعد الليل كأنه قال : إن الشمس تجري فتطلع عند انقضاء الليل فيعود النهار لمنافعه وعلى هذا فالمستقر هو أفق الغرب خاصة { ذلك } الجري على الوجوه المذكورة { تقدير العزيز } الغالب بقدرته على كل مقدور { العليم } بمبادئ الأمور وغاياتها .

/خ44