اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

( و ){[38]} وجه تعلق الآية بما قبلها هو أنه تعالى لما قال : { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } وشكر الله بالعبادة وهم تركوها وعبدوا غيره فقال : { سُبْحَانَ الذي خلق الأزواج كلها }وغيره لم يخلق شيئاً . أو يقال : لما بين أنهم أنكروا الآيات ولم يشكروا ( بين ){[46178]} ما ينبغي عليه أن يكون عليه العامل{[46179]} فقال { سُبْحَانَ الذي خَلَق } تَنَزَّهَ عن أن يكونَ له شَرِيكٌ أو يكون عاجزاً عن إِحياء الموتى .

قوله : { مِمَّا تُنبِتُ الأرض } من الثِّمار والحُبُوب والمعادن ونحوها ، { وَمِنْ أَنْفُسهِمْ } يعني :الذكور والإناث والدلائل النفسية { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } يدخل فيه ما في أقطار السموات وتخوم الأرض .


[38]:آية 61 من سورة آل عمران. والبهل: اللعن: وفي حديث ابن الصبغاء قال: الذي بهله بريق أي الذي لعنه ودعا عليه رجل اسمه بريق. وبهله الله بهلا: لعنه. وعليه بهلة الله وبهلته أي لعنته. وفي حديث أبي بكر: من ولي من أمور الناس شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله أي لعنة الله، وتضم باؤها وتفتح. وباهل القوم بعضهم بعضا وتباهلوا وابتهلوا: تلاعنوا. والمباهلة: الملاعنة. يقال: باهلت فلانا؟ أي لاعنته، ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا. وفي حديث ابن عباس: من شاء باهلته أن الحق معي. ينظر: اللسان (بهل).
[46178]:سقط كذلك من "ب".
[46179]:في "ب" العاقل.